التوصيف ، والمواصفات ، والتصفية
التوصيف ، والمواصفات ، والتصفية من الألفاظ المستعملة كثيرا في عصرنا ، وهي ألفاظ عربية صحيحة فصيحة في مادتها واشتقاقها ؛ غير أنها لم تنقل عن العرب بمعانيها المعروفة لدى المتأخرين .
ولا يوجد " التوصيف" و" المواصفات " في المعاجم ؛ لأنهما لم يوجدا في نثر ولا شعر من كلام العرب ... ويستعمل التوصيف اليوم بمعنى الوصف المفصل الدقيق لشيء له أوصاف ،أو أجزاء ، أو أنواع ، أو صفات خفية ... هذا ما أفهمه من إطلاق الناس واستعمالهم للفظ التوصيف فيقولون : توصيف المشكلة ، وتوصيف المشروع ، وكل ذلك يحتاج إلى عناء ، وليس أصدق من هذا اللفظ في مثل هذا ...
وأما المواصفات فقد ورد مفردها في المعجم ؛ قال الجوهري : " وبيع المواصفة: أن يبيع الشيء بصفته من غير رؤية ". وفي مصنف ابن أبي شيبة : أن الحسن كره بيع المواصفة . . وقوانين العربية لا تمنع استعمال " المواصفات " بصيغة الجمع وإسنادها إلى الموصوف ؛ فنقول : هذا الأمر له مواصفات خاصة ...
وأما التصفية فإنها تستعمل اليوم على معنى الإنهاء ، فيقال تصفية النزاع ، وتصفية البضاعة ، وهو مصدر من " صفّى "؛ مثل "نقّى " وزناً ومعنى ، ومعناه : تخليص الشيء من الكَدَر ...
والمستعمل لدى العرب في معنى الإنهاء ؛ هو: الإصفاء ، لا التصفية ؛ يقال : أصفى فلان من الأدب : إذا خلا عنه . وأصفى الرجل : إذا أنفدت النساء ماء صلبه ...
وقد أجاز مجمع اللغة قياس التصفية على الإصفاء ؛ لاتفاقهما في أصل المادة . كما سوّغ استعمال اللفظين الآخرين ... وليس للمانعين من دليل إلا الجمود ، والتضييق على أمة الفصاحة والبيان .
الخلاصة :
يجوز - على الصحيح - استعمال هذه الألفاظ الثلاثة بمعناها الشائع .